غاب ولم تغب أعمال الأمير نايف بن عبد العزيز، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية (رحمه الله) ودعمه لإطلاق الحملات الإغاثية عن الدول العربية والإسلامية، تلبية للحاجة الماسة التي يعيشها المتضررون بعد تعرضهم للكوارث الطبيعية والحروب، حيث يعد مهندس الإغاثة السعودية لكل دول العالم.
وودع المسؤولون والعاملون في الجهات الإغاثية بالسعودية أمس الأمير نايف بن عبد العزيز، ولي العهد وزير الداخلية، الذي كان مساندا لهم في كافة الأمور الإغاثية والمتابع الدائم للحرص على وصول كافة الدعم المقدم من الجمعيات والهيئات الإغاثية في مجال العمل الخيري وفي إغاثة ضحايا الكوارث الطبيعية والحروب في العالم، وفي الرعاية الخاصة التي حظيت بها الجمعية العامة لهيئة الإغاثة الإسلامية العالمية التابعة لرابطة العالم الإسلامي والتي دفعت الأثر الكبير في تمكين الجهات المختصة في الأعمال الخيرية والإغاثية من القيام بمسؤولياتها الإنسانية والحضارية في البلاد.
وقال لـ«الشرق الأوسط» الدكتور عدنان بن خليل باشا الأمين العام لهيئة الإغاثة الإسلامية: «كلنا ننعى أنفسنا بالفقيد الغالي على قلوبنا، والله إن القلب ليحزن وإن العين لتدمع وإنا لفراقك يا نايف لمحزونون ولن ننساك (يا أبو سعود) ولن ننسى إنجازاته ودعمه في الهيئة الذي سطر الكثير من المعاني الإنسانية ومهما عددنا مآثر الفقيد لن ندركها جميعا والذي حرص على الأعمال الخيرية وقد كان يولي الشأن الاقتصادي اهتماما كبيرا نظرا لأنه يرى أن هذا القطاع يتوجب عليه المساهمة في الأعمال الخيرية وهو كان يحرص على اللقاء برجال الأعمال لدعمهم الجمعيات الخيرية في الدولة».
وأضاف باشا: «لقد شكلت وفاة الأمير نايف بن عبد العزيز ولي العهد خسارة فادحة للمسؤولين والعاملين في العمل الخيري في السعودية، وذلك لأن الأمير نايف قد ترأس الكثير من اللجان الشعبية التي كونت بأمر ملكي كريم لمساعدة ومساندة الكثير من الدول المنكوبة حيث تمثلت هذه الخسارة فيما حققته إنجازات جهود ولي العهد من خلال دعم البرامج التعليمية والصحية والغذائية، وتأتي أبرز الدول التي واجهت كوارث طبيعية باكستان وفلسطين والصومال ولبنان واليمن والشيشان والبوسنة، حيث تشمل هذه الحملات برامج إغاثية عاجلة تضم مساعدات غذائية وطبية وإيوائية عاجلة».
وأشار الأمين العام لهيئة الإغاثة الإسلامية: «لقد اكتسب جميع العاملين في عمل الإغاثات حب العمل الخيري من خلال ما كانوا يرونه من اهتمامه الشديد بتدعيم العمل الخيري ومناصرته وتذليل العقبات التي تواجهه في مختلف الدول ولا يزال العاملون يذكرون الكثير من المواقف الخيرية للأمير نايف، ولن أنسى عندما شدد خلال لقائه رجال الأعمال على أهمية العمل الخير الشعبي ونتائجه الباهرة مما يستدعي تدعيم هذا العمل، وكم كان سرور العاملين حينما يساندهم قولا وفعلا والذي طوق على أعناقهم حب العمل الإنساني وهو يدافع عن العمل الخيري أمام ثلة من نخبة رجال الأعمال في السعودية للتنويه بضرورة دعم رجال المال والأعمال للكوارث التي تجتاح الدول المسلمة حول العالم».
وحول آخر الأعمال التي تخص الهيئة العامة للإغاثة بين باشا: «آخر الأعمال كانت منذ نحو 10 أيام وقع مستشار الأمير نايف رغبته في الإغاثة ولمواصلة التعامل مع الهيئة لمزيد من الأعمال في الصومال».
وزاد: «الجميع يعلم أن الأمير نايف كان المسؤول الأول عن الملف الأمني والذي جعلت له نظرة محافظة وحذرة من أي معوقات تلحق بالعمل الخيري والإغاثي وكان واسع النظرة المستقبلية في كيفية تقديم العمل الخيري للدول المنكوبة، حيث كانت توجيهاته دائما في الحملات تأتي لنجدة الإخوان المسلمين المنكوبين في العالم والعمل بالتنسيق والتعاون مع الحملات الشعبية الكبيرة واهتمامه (رحمه الله) بتوجيه حصيلة التبرعات إلى المشاريع الدائمة في تلك الدول».
واستطرد الأمين العام لهيئة الإغاثة الإسلامية خلال حديثه حول مساهمة الأمير نايف في منع جميع التبرعات العشوائية: «دون شك فالقرار كان داعما للجمعيات والهيئات الرسمية لزيادة الإقبال عليها والتي ساهمت في توظيف التبرعات لعمل الخير الإنساني البحت وليست لأعمال أخرى خفية والتي عكست زيادة تمكين الجهات الرسمية للأعمال الإغاثية، وتدل جميع المعطيات على حرصه على العمل الخيري والذي يعد (رحمه الله) خبيرا به وسباقا للجميع».
وكانت حملات عدة استجابت لنداءات الاستغاثة من ضمنها ما كان لدى الحكومة الباكستانية وللوقوف مع باكستان في محنتها إثر الفيضانات التي أصابت إقليمي السند وبلوشستان بعد هطول الأمطار الغزيرة المتواصلة مع بداية شهر سبتمبر (أيلول) 2011. حيث وجه حينها حملاته الإغاثية وتقديم المساعدة للمتضررين من فيضانات إقليمي السند وبلوشستان، وذلك بتأمين خمسة آلاف خيمة لإيواء المتضررين وتوزيع 30 ألف بطانية و50 ألف سلة غذائية في المناطق المتضررة من الفيضانات، وكلف الأمير نايف بن عبد العزيز السفارة السعودية ومكتب الحملة الشعبية في إسلام آباد بتوزيعها فور وصولها.
وكان الأمير نايف بن عبد العزيز، ولي العهد السعودي، رمزا للعطاء والوفاء فكان مشرفا عاما على الحملة الوطنية لإغاثة الشعب الصومالي موجها حينها الجسر البحري المحمل بالمواد الإغاثية المتنوعة والبالغ زنتها 3920 طنا من ميناء جدة الإسلامي إلى العاصمة الصومالية مقديشو، وشملت حمولة الباخرة 1500 طن من التمور، و720 طنا من السلال الغذائية المتكاملة، و540 طنا من العصائر والألبان، و600 طن من الأرز، و400 طن من الأغذية المتنوعة، و160 طنا من البطانيات والخيام والفرش علاوة على متابعة تنفيذ مشاريع الهدي والأضاحي والتي تبلغ تكلفتها مليون ريال على المتضررين من الفيضانات التي اجتاحت القرى في باكستان مؤخرا لضمان سرعة وصولها وتوزيعها على المتضررين، وذلك للتخفيف من معاناة المسلمين في الصومال والوقوف معهم في محنتهم وتلبية احتياجاتهم الضرورية وتقديم العون والمساعدة لهم.
وفي الشأن ذاته، وجه الأمير نايف بن عبد العزيز (رحمه الله) حملته الإغاثية والتي استهدفت إغاثة منكوبي القرى الجنوبية اللبنانية والعمل على إيوائهم من جديد في مساكن ذات مواصفات متميزة، وذلك خلال العدوان الإسرائيلي على لبنان صيف عام 2006. حيث سيرت السعودية حملة للوقوف إلى جانب لبنان ودعمه إنفاذا لتوجيهات الأمير نايف.
وتحت عنوان «معك يا لبنان» قدمت الحملة الشعبية السعودية ولم تزل تقدم كل أنواع المساعدات الطبية والإنسانية للشعب اللبناني، وقد تنوعت هذه المساعدات فشملت إغاثة منكوبي القرى الجنوبية والعمل على إيوائهم من جديد في مساكن ذات مواصفات متميزة إضافة إلى مختلف وسائل الدعم الطبي التي وصلت حد العمليات الجراحية ذات المستوى العالي في المستشفيات اللبنانية بإشراف سعودي وتوزيع الحصص الغذائية للمتضررين من أقصى لبنان إلى أقصاه، إضافة إلى دعم المدارس وإمدادها بالمعونات الطلابية والإنسانية من كسوة وغيرها من الإمدادات.
وضمن سلسلة الحملات الإغاثية قدم الأمير نايف بن عبد العزيز برامج إغاثية تأتي في إطار ما تقدمه السعودية للشعب الفلسطيني الشقيق وتلبية للحاجة الماسة التي يعيشها المتضررون داخل قطاع غزة، وشملت تقديم برامج إغاثية عاجلة للإخوة الأشقاء في غزة بتمويل من اللجنة السعودية ونفذت بشكل فوري، وتشمل إضافة إلى برامج المساعدات الغذائية برامج تأمين الأدوية والمستلزمات الطبية والإيوائية.
كما أن السعودية ومن خلال اللجان والحملات الإغاثية التي يشرف عليها الأمير نايف بن عبد العزيز، وهي اللجنة السعودية لإغاثة الشعب الفلسطيني والحملة الشعبية السعودية لإغاثة الشعب اللبناني والحملة الخيرية السعودية لإغاثة منكوبي الزلزال والمد البحري في شرق آسيا واللجنة السعودية لإغاثة الشعب العراقي قدمت الكثير من البرامج والمشاريع الإغاثية والإنسانية بتكلفة إجمالية بلغت نحو 1.146 مليار ريال.
وكان الأمير نايف بن عبد العزيز، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية المشرف العام على اللجنة السعودية لإغاثة الشعب الفلسطيني، قد وجه اللجنة بتقديم مساعدات غذائية وطبية وإيوائية عاجلة لإغاثة أهالي قطاع غزة، وذلك تقديرا منها للأوضاع المأساوية التي يعيشها الأشقاء في غزة نتيجة النقص الحاد في المواد الغذائية والمستلزمات الطبية الإغاثية المختلفة، وإسهاما منها في احتواء إمكانية تفاقم الوضع الإنساني وتردي الأوضاع المعيشية الناتجة من قتل وجرح وتشريد مئات الآلاف بسبب العدوان الإسرائيلي الغاشم على قطاع غزة.